مصر قلب العالم العربي
(من مقال للدكتور محمد عوض وزير التعليم السابق نشر بمجلة الهلال يناير 1950 )
)التلخيص (
تلقت مصر من قديم الزمان فيضًا لا ينقطع من الثقافات العربية و قد نشأت الحضارة المصرية القديمة معتمدة على الثقافة العربية و اللغة المصرية القديمة و هي جزء من شجرة اللغات السامية التي تنتمي إليها اللغة العربية و تعتبر الحضارة المصرية أحد مظاهر النشاط العربي في مختلف صوره و عناصره و عصوره التي تستغرق الآلاف من السنين مثل حضارة بابل و آشور السريان و الفينيقيين .
و بسبب موقعها الجغرافي أصبحت مصر خادمة للعروبة و إن كان هناك بعض القصور أحيانا بسبب أحداث الزمن ولكن يعوض ذلك الإخلاص و طول مدة الخدمة . فمصر حلقة الاتصال بين الشرق و الغرب و الشمال و الجنوب و يتلاقى عندها البر و البحر و هذا الموقع احتلته العروبة . و قد كان الفتح الإسلامي لمصر فاتحة لإنشاء وطن عربي إسلامي في إفريقيا ، يتناول بلاد المغرب و الأندلس ووادي النيل و الأقطار التي تحيط به و أصبح هذا الوطن العربي الإفريقي الأخصب و الأكثر إنتاجًا للثقافة كما كان الفتح العربي وسيلة اتصال مباشر بأوربا في صقلية و الأندلس و أصبح للثقافة العربية مراكز مهمة في المغرب و فاس و قرطبة و تونس و أصبح وادي النيل يربط بين جناحي الوطن العربي شرقًا و غربًا و ملتقى أبناء العروبة .
و ازدهرت المراكز المغربية و لمعت فيها أسماء في ضروب الفنون و العلوم المختلفة و أصبح لهم مذاهبهم و أصبح للجناح الشرقي ميزات و الجناح الغربي ميزات و أصبحت مصر حلقة الاتصال بين الجناحين و خاصة أنها تقع في طريق الحج و قد أدى ذلك إلى المساعدة في مبادلة الرأي و الابتكار و إفساح مجال جديد في التفكير و توسيع للأفق الثقافي و قد ساعد المصريون في أن تؤدي مصر وظيفتها الطبيعية ، كما ساعد الموقع مصر في أداء خدمة أخرى إذ كانت مركزا لانتشار العروبة في أعالي النيل حيث زحفت القبائل العربية من الشمال إلى الجنوب على جانبي النيل . و قد اشترك المصريون و العرب المستوطنون في تقديم هذه الخدمة للعروبة .
و قد بقى الجامع الأزهر و حده دون غيره من الجامعات الإسلامية يؤدي دوره .
و قامت مصر بإرسال أبنائها في العصر الحديث لنقل ما يستطيعون من الثقافة العربية و الغربية إلى أبناء البلاد العربية و الإسلامية و قد ظهر ذلك تدريجيا بعد الحرب العالمية الأولى ، و بعد النمو السكاني العظيم في مصر أصبحت سوقا للإنتاج المادي و الأدبي و مركزا كبيرا للنشاط الثقافي فأنشئت المطابع و انتشرت الصحف و المجلات و ضارعت دور النشر مثيلاتها في الدول المتقدمة و أسهم في ذلك
الإنجاز المصريون و أبناء الأقطار العربية .
(من مقال للدكتور محمد عوض وزير التعليم السابق نشر بمجلة الهلال يناير 1950 )
)التلخيص (
تلقت مصر من قديم الزمان فيضًا لا ينقطع من الثقافات العربية و قد نشأت الحضارة المصرية القديمة معتمدة على الثقافة العربية و اللغة المصرية القديمة و هي جزء من شجرة اللغات السامية التي تنتمي إليها اللغة العربية و تعتبر الحضارة المصرية أحد مظاهر النشاط العربي في مختلف صوره و عناصره و عصوره التي تستغرق الآلاف من السنين مثل حضارة بابل و آشور السريان و الفينيقيين .
و بسبب موقعها الجغرافي أصبحت مصر خادمة للعروبة و إن كان هناك بعض القصور أحيانا بسبب أحداث الزمن ولكن يعوض ذلك الإخلاص و طول مدة الخدمة . فمصر حلقة الاتصال بين الشرق و الغرب و الشمال و الجنوب و يتلاقى عندها البر و البحر و هذا الموقع احتلته العروبة . و قد كان الفتح الإسلامي لمصر فاتحة لإنشاء وطن عربي إسلامي في إفريقيا ، يتناول بلاد المغرب و الأندلس ووادي النيل و الأقطار التي تحيط به و أصبح هذا الوطن العربي الإفريقي الأخصب و الأكثر إنتاجًا للثقافة كما كان الفتح العربي وسيلة اتصال مباشر بأوربا في صقلية و الأندلس و أصبح للثقافة العربية مراكز مهمة في المغرب و فاس و قرطبة و تونس و أصبح وادي النيل يربط بين جناحي الوطن العربي شرقًا و غربًا و ملتقى أبناء العروبة .
و ازدهرت المراكز المغربية و لمعت فيها أسماء في ضروب الفنون و العلوم المختلفة و أصبح لهم مذاهبهم و أصبح للجناح الشرقي ميزات و الجناح الغربي ميزات و أصبحت مصر حلقة الاتصال بين الجناحين و خاصة أنها تقع في طريق الحج و قد أدى ذلك إلى المساعدة في مبادلة الرأي و الابتكار و إفساح مجال جديد في التفكير و توسيع للأفق الثقافي و قد ساعد المصريون في أن تؤدي مصر وظيفتها الطبيعية ، كما ساعد الموقع مصر في أداء خدمة أخرى إذ كانت مركزا لانتشار العروبة في أعالي النيل حيث زحفت القبائل العربية من الشمال إلى الجنوب على جانبي النيل . و قد اشترك المصريون و العرب المستوطنون في تقديم هذه الخدمة للعروبة .
و قد بقى الجامع الأزهر و حده دون غيره من الجامعات الإسلامية يؤدي دوره .
و قامت مصر بإرسال أبنائها في العصر الحديث لنقل ما يستطيعون من الثقافة العربية و الغربية إلى أبناء البلاد العربية و الإسلامية و قد ظهر ذلك تدريجيا بعد الحرب العالمية الأولى ، و بعد النمو السكاني العظيم في مصر أصبحت سوقا للإنتاج المادي و الأدبي و مركزا كبيرا للنشاط الثقافي فأنشئت المطابع و انتشرت الصحف و المجلات و ضارعت دور النشر مثيلاتها في الدول المتقدمة و أسهم في ذلك
الإنجاز المصريون و أبناء الأقطار العربية .