منتديات عمار النادى

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

جمعنا كل النجوم فى منتدى واحد


    كارثة التوريث والنهج البديل

    عمار النادى
    عمار النادى
    الادارة


    عدد المساهمات : 116
    تاريخ التسجيل : 19/09/2009
    العمر : 30
    الموقع : http://shababelikhwan.net//

    كارثة التوريث والنهج البديل Empty كارثة التوريث والنهج البديل

    مُساهمة  عمار النادى الإثنين 21 سبتمبر 2009, 11:49 am

    كارثة التوريث والنهج البديل

    التوريث مشروع حقيقي يجري التنفيذ (وليس الإعداد) له في مقدمة (وليس في خلفية) الواقع السياسي المصري , وهو المشروع محل الرفض منا ومن كل النخب الوطنية القلقة على مستقبل الوطن , لكن أحداً لم يطرح مشروعا ليكون بديلاً عن التوريث ومنطلقاً للتغيير يمثل الحد الأدنى المتفق عليه بين النخب الوطنية ليتعرف الشارع المصري على معالم السيناريو البديل عن التوريث , ومن ثم تجيء هذه المحاولة.


    سيناريو التوريث و(الخطايا العشر
    )1-
    الحرص الشديد طوال العقود الثلاث الماضية ألا تبرزللساحة العامة أي شخصيات تكون محل إلتفاف وحب وثناء الجماهير , وسرعة تغييبها إذا تحقق لبعضنا شيىء من ذلك.

    2- الحرص التام طوال العقود الثلاث الماضية على دوام فراغ منصب نائب رئيس الجمهورية رغم النصوص الدستورية التي كانت موجبة لوجوده , ثم جاءت التعديلات الدستورية التي جرت في مارس2007 لتنقذ فراغ المنصب من التعارض مع الدستور.

    3 - ما تم في المؤتمر الثامن للحزب الوطني – سبتمبر 2002- من إزاحة لقيادات حزبية تاريخية والدفع بقيادت جديدة من خارج الحزب إلى أعلى الهرم الحزبي واستحداث أمانات جديدة صارت هي المهيمنة على كل شيء ( أمانة السياسات وأمانة التنظيم ).

    4- ما تم خلال ال15 سنة الماضية من إجهاز منظم على كل فاعلية وحيوية لقوى المجتمع المصري التي يمكن أن يكون لها رأي في معادلة مستقبل الوطن , سواء في ذلك القوى السياسية ( الأحزاب- الجماعات السياسية) أو القضاة أو النقابات المهنية أو الحركة الطلابية والعمالية أو نوادي أعضاء هيئة التدريس في الجامعات المصرية (وليس بعيدا عن ذلك معارك تكسير العظام الأخيرة مع الإخوان المسلمين, والتدخلات المباشرة في نوادي القضاة ونقابة المحامين ونادي تدريس جامعة القاهرة, ورفض تأسيس حزبي الوسط والكرامة).

    5- ما حدث في 26 -3-2007 من إنقلاب دستوري شمل تعديلاً بل تفصيلاً (للمرة الثانية خلال أقل من سنتين) للمادة 76 –الخطيئة الدستورية- والتي قضت باستحالة تقدم منافس مستقل إلا أن يوافق عليه الحزب الوطني -لزوم الديكور او الحاجة- وذلك من خلال شرط تزكية 250 من أعضاء الشعب والشورى ومحليات 14 محافظة, بينما حافظت المادة نفسها على ديكور إنتخابات وهمية من خلال سماحها بمشاركة أحزاب كرتونية ليس لها عضوين إثنين يمثلونها في كل المجالس النيابية والمحلية,كما أعطت المادة نفسها كل الصلاحيات في كل مراحل وفي كل إجراءات الترشيح وسير العملية الإنتخابية وحتى إعلان النتيجة- دون تعقيب- للجنة الإنتخابات الرئاسية التي تتكون من عشرة أشخاص بعينهم و يرأسهم رئيس المحكمة الدستورية العليا.

    6- - بقيت المادة 77 تسمح ببقاء الرئيس في السلطة مدى الحياة (دون تحديد سقف زمني لمدد الرئاسة بمدتين ,وهو التحديد الذي كان محل إجماع القوى الوطنية وتجاهلته التعديلات الدستورية الأخيرة), وبذلك يصبح إنتقال السلطة لأي من كان تأبيداً وتوريثاً.


    7- تلى ذلك ما حدث في إنتخابات الشورى 11يونيو 2007حيث منع وصول أي شخص لا ينتمي للحزب الوطني إلى مقاعد الشورى ال88- باستثناء عضو واحد لحزب التجمع-.ثم ما حدث في انتخابات محليات 8 إبريل 2008حيث منع وصول أي شخص لا يرضى عنه الحزب الوطني لمقاعد المحليات ال 52 ألف ( وحدث هذا وذاك لضمان عدم حصول أي مرشح رئاسة مستقل على التزكية المطلوبة).

    8- تلى ذلك ما حدث في 30 يونيو 2009 حين إختار السيد رئيس الجمهورية المستشار فاروق سلطان بالإسم والإنتقاء رئيساً للمحكمة الدستورية العليا ليكون رئيساً للجنة الإنتخابات الرئاسية القادمة, وتم هذا الإختيار بالتجاهل لجميع نواب رئيس المحكمة المستحقين لشغل المنصب,وبالإنتقال إلي المحكمة العليا من خارجها, بعد أن كان رئيساً لمحكمة جنوب القاهرة (وهو الذي شهدت رئاسته لتلك المحكمة وقف إجراء انتخابات المهندسين والأطباء المعطلة لأكثر من خمسة عشر عاماً, بينما أجرى انتخابات المحامين الأخيرة والتي أعلن هو نتائجها في 1 يونيو2009- , ليعقبها مباشرة ترقيته مساعداً لوزير العدل في 6 يونيو 2009, ثم إعادة ترقيته لرئاسة المحكمة الدستورية في 30 يونيو 2009).


    9- ما حدث في فبراير 2009 من إعتماد مرحلة تسويق التوريث ,وهي العملية التي أسندت لعشرات من القيادات الصحفية (المعروفة بولائها الكامل للتوريث والوريث وبتفرغها وتخصصها في الهجوم على خصوم التوريث ) والتي تم انتقائها وترقيتها وتسليمها العديد من المؤسسات الصحفية الحكومية, وفي هذا السياق –أيضاً- تأتي الجولات والزيارات الداخلية والخارجية,وتأتي حوارات الشباب وطلائع الوريث غيرها...

    10- - الأهم من هذا كله هو الواقع الفعلي لمساحة الحضور السياسي للوريث الإبن في الداخل والخارج بلا غطاء إلا غطاء المستقبل, وأوضح من ذلك حجم ومساحة الحضور التنفيذي للنائب أحمد عز بلا معقب – وفوقيته على جميع الساحات البرلمانية والحزبية التنظيمية والوزارية الحكومية بلا أية قيود و لا حدود - ومعلوم للجميع أن فوقية أحمد عز ليس لها من سند ولا غطاء إلا أنها ظل وإنعكاس وامتداد لفوقية الوريث الإبن وحجم سلطاته وصلاحياته الحالية (والتي هي مستمدة من قوة سلطاته وموقعه في المستقبل).


    الإستبداد والفساد قرناء التوريث


    كما هوواضح من الوقائع المذكورة وغيرها فإن تمرير التوريث ابتداءً ثم استتباب واستقرار الأوضاع له - بعد حدوثه – لن يتأتى إلا من خلال استمرار كل صور الفساد والإستبداد:

    (استمرار تزوير الإنتخابات- رئاسية ونيابية ومحلية- وقمع الحريات العامة).

    (استمرار ودوام الخطايا الدستورية ( 76, 77, 88) على ما هي عليه وذلك لضمان ديكورية انتخابية دون منافسة حقيقية ودون إشراف قضائي على الإنتخابات ولاستمرار التجديد للوريث ما دام القلب ينبض).

    (استمرار وازدياد وتسارع الإحتكار السياسي والإقتصادي و الجمع بين السلطة والثروة وسيطرة رأس المال على مقاليد الحكم ومقاعد الوزارات والمجالس النيابية وذلك للثقة في إرتباط هذه الطبقة بالوريث )....ولعل عودة المرأة الحديدية ورامي لكح وغيرهم –وإعادة إنتاجهم وتقديمهم للمجتمع المصري من جديد - مؤشر لطبيعة المرحلة القادمة .

    (استمرار مزيد من الإضعاف والإنهاك لمختلف قوى المجتمع- الأحزاب والنقابات المهنية والحركات الطلابية والعمالية والقضاة وكافة مؤسسات المجتمع المدني – والقضاء على أي أمل في قيامها وفاعليتها وحيويتها).

    (استمرار تمديد العمل بقانون الطواريء- واستمرار إحالة المدنيين للمحاكم العسكرية والإستثنائية وذلك لمواجهة الخصوم ).

    (استمرار تقديم الثقة والولاء على الكفاءة والتخصص عند اختيار كافة مواقع القيادة والمسؤلية من العمد والمشايخ إلى العمداء ورؤساء الجامعات والمحافظين ومختلف الهيئات والإدارات والمؤسسات).


    كارثة التوريث

    باختصار شديد سيشكل التوريث حالة تراجع منظومي وحضاري على كل صعيد (سياسي وإقتصادي واجتماعي وقيمي ) ستعود بالوطن والشعب إلى الوراء مسافات كبيرة ستحتاج إلى عقود طويلة بل ربما أجيال لتصحيحها وتداركها .


    بعيداًُ عن شخصنة المعركة مع التوريث

    لسنا في عداوة شخصية مع أحد, إذ أن خلافنا ورفضنا ينصب على عملية التوريث ذاتها, وموقفنا من كل الورثة سواء –وهنا أريد أن أصحح أولاً مفهومنا للتوريث ليشمل كل نقل للسلطة بعيداً عن الإرادة الحرة للشعب والجماهير وحقهم الحر في إختياررأس الدولة ( الأمر الذي لا يتأتى إلا من خلال تنافس حر, وممارسة إنتخابية شفافة ونزيهة, ومناخ حرية كاملة – دستورية وقانونية ,حزبية وفردية , إعلامية وجماهيرية- بما يتيح بالضرورة بروز الشخصيات العامة الصالحة للمجتمع , ثم حرية الترشح, وحرية اللقاء بين المرشحين والناخبين, ثم حرية التصويت دون قيود, ويضمن عدم تزوير إرادة الجماهيرفي أية مرحلة بأية وسيلة) , بما يعنى أن الشعب والوطن والدولة ليست ملكية خاصة يتم تسليمها من شخص لآخر بعيداً عن إرادة الجماهير
    ( تلك الإرادة التي هي بمثابة برهان المواطنة وصك الملكية لكل مواطن في هذا الوطن, ويعبر عنها بحقه الحر في اختيارممثليه لكافة مواقع المسؤلية في هذا البلد), ومن ثم فأي انتقال للسلطة بعيداً عن الاختيار الحر الشفاف هو توريث إذ أنه يعني التعامل مع الدولة والوطن والأرض باعتبارها عزبة وملكية خاصة.


    ماذا نريد ؟ (ما هو البديل عن التوريث؟

    نريد أن نمارس حقوقنا كشعب يحق له أن يختار قياداته – بنفسه ودون وصاية من أحد- ليحق له أن يحاسبها إذا قصرت, وأن يقومها إذا إعوجت, وأن يستبدلها بغيرها متى رأى أن إختياره لم يحقق آماله المرجوة , ولتتعامل قيادته معه وهي مدركة لملكيته لهذه الحقوق . وهذا الذي نريده لن يتأتى إلا من خلال:

    1- تعديل المادة 76 من الدستور(بما يتيح للمجتمع حق ترشيح من يراه مناسبا دون قيود إلا ضمانات الجدية), والمادة 77( ليكون الحد الأقصى للتجديد للرئاسة مرتين فيتوقف التمديد والتأبيد ), والمادة 88 (بما يحقق الإشراف القضائي الحقيقي على الإنتخابات العامة ).
    2- شفافية ونزاهة الإنتخابات العامة (الرئاسية والنيابية والمحلية) من خلال الضمانات المتعارف عليها دوليا ( جداول الناخبين الإلكترونية- التصويت الإلكتروني- الإشراف القضائي والرقابة المجتمعية والدولية- حرية اللقاء بالناخبين وتكافؤ فرص الظهور في الإعلام الحكومي بين المرشحين-حياد الجهاز الأمني والهيكل الإداري للدولة وعدم تدخله بأي شكل من الأشكال-إحترام أحكام القضاء وإلغاء مبدأ أن المجلس سيد قراره....الخ).
    3- إستقلال حقيقي للسلطة القضائية (بعيداً عن تبعية السلطة التنفيذية ووصاية الأجهزة الأمنية), وعدم إهدار أحكام القضاء.
    4- وقف العمل بقانون الطواريء ووقف إحالة المدنيين للمحاكم العسكرية.
    5- إطلاق الحريات العامة من قيودها المتعسفة ( حرية التعبير- حرية التظاهر- حرية التجمع والتظيم المدني- حرية تأسيس الأحزاب وإصدار الصحف).
    6- إطلاق الحريات النقابية والطلابية والعمالية وحرية العمل الأهلي وعدم التدخل الأمني في كافة أنشطة المجتمع المدني .
    7- الشفافية في اختيار المواقع القيادية في أي من مواقع الهيكل الإداري للدولة ليكون الإختيار بناءً على معايير الكفاءة والتخصص وليس الولاء والثقة.


    هذا هو البديل عن التوريث, وليس البديل عن التوريث الإجابة عن السؤال الذي يحاول دعاة التوريث طرحه وهو ( من هو الشخص الأجدر بموقع الرئاسة من جمال مبارك؟) فهذا سؤال خطأ ينبغي التوقف عن محاولة الإجابة عليه, لكننا نجيب عن السؤال الصحيح الذي ينبغي طرحه وجمع الرأي العام حوله وهو ( ما هو النهج البديل عن التوريث ؟)

    هذه مطالبنا ومن خلالها يمكن أن نخوض معركة وطنية تاريخية ضد التوريث تجتمع عليها النخب الوطنية مع الرأي العام ليست موجهة ضد أشخاص بقدر ما هي موجهة ضد محاولة إرجاع البلد والوطن والشعب مئات السنين إلى الوراء ليس فقط على صعيد الديمقراطية والحريات العامة والممارسة السياسية بل على كل صعيد ( سياسي واقتصادي واجتماعي وثقافي ) بما سيصاحب تمريرالتوريث من إستبداد وفساد واحتكار ( للثروات والسلطات ) وما سيترتب عليه من تراجع قيمي وحضاري ليس فقط في الداخل بل يتعدي ذلك بانعكاسات سلبية خطيرةعلى مستقبل الأمة وقضاياها المركزية .



    د. محمد البلتاجي m_albeltagy@yahoo.com

      الوقت/التاريخ الآن هو الجمعة 22 نوفمبر 2024, 4:38 pm